يقال بأن العيون نافذة للروح.. انها من اكثر وسائل التعبير الجسدية التي تكشف بصدق عن مشاعر
السعادة والحزن والحب والكره والكذب والنفاق والحسد والرغبة والصدق. وهذا في الحقيقة ينطبق أيضاً
على التمثيل اكثر من اي شيء اخر. اعلم ما تفكرون به جميعا..! انجين اكيوريك، أليس كذلك؟ وانا أوافقكم
بشدة.. في الواقع لم ارى بحياتي ممثل يستطيع ان يصنع فيلم بدون ان يتفوه بكلمة واحدة بما ان ومضه
من عيناه تقول الآلاف الكلمات.. حقيقة ان لديه عينان معبرتان في وجه قابل للحركة تعطيه القدرة على ان
يضبط ملامحه وصوته العميق حتى تلائم الشعور المناسب لأي دور. وكأنك بالنظر الى عينيه تستطيع النظر
مباشرة الى قلبه أيضاً. وكأن تلك العينان البنيتان الجميلتان هي ما تربطنا به.. اقسم بانهما تتحدثان ..
تستطيعان ان تخبرانا اذا كان سعيد، حزين ، غاضب، يائس، محتار، مصدوم، حاقد او عاشق..
لنأخذ دور كريم على سبيل المثال: جسد انجين هنا دور شخص انقلبت حياته راسا على عقب عندما أشار
الى فتاة بإصبعه ..ورأينا ان هذه الشخصية تعبر عن مشاعر مختلفة ومتنوعة بشكل رهيب. ولكن كل شيء
يظهر من خلال عينيه اولا حتى قبل ان ينطق فمه اي كلمة ..ابتداء من ماضيه المحطم وانتهاءا بمشاعر
المعاناة واحساس الذنب الذي يثقل روحه. في لحظة يكون شخص غير مبال ثم يتحول الى شخص مسؤول
عن عائلة. نعم! يشعر بالذنب ولكن هذا لا يمنعه من ان يدعم ويقنع من حوله. ممكن ان يتصرف بصبيانية
كطفل صغير في لحظة ثم يتحول الى رجل مجروح ومكسور وضعيف لدرجة ان عالمه ممكن ان ينهار من
لمسة ريشة. كل هذه المستويات في المشاعر تتدفق من عينيه قبل اي شيء.
كيف له ان يفعل كل هذا؟ هل من الممكن ان يظهر الشخص مشاعر الأسى والحزن والفكاهه والغضب
والحيرة والندم والجاذبية والغضب بنظرة او لمحة؟! يبدو بأن كل شيء ممكن مع انجين اكيوريك.. بالطبع، انها
وسيلة درامية رائعة وتجعل الجمهور يهتف له بسرعة. ولكن هذا التعبير العظيم عن المشاعر لا يعود فضله
الـى قدرته التمثيلية وحدها بل يعتمد أيضاً على الجانب الشخصي اللطيف من انجين اكيوريك الذي يجهله
العالم .. وكانه عندما يعطينا نظرة الى داخل أحاسيس الشخصية التي يجسدها فانه بنفس الوقت يجعلنا
نحس بما اننا على معرفة به أيضاً اكثر من طاقم العمل.......كم انت مبدع يا انجين